أكدوا أنها لا يمكن أن تتم في فراغ تملؤه الإجراءات الإسرائيلية وتل أبيب ترحب
وزراء الخارجية العرب : 4 أشهر مهلة أخيرة للمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل
محمد إسماعيل , ابتسام محمد , الوكالات - القاهرة
الرئيس الفلسطيني وأمين الجامعة العربية ووزير خارجية قطر أثناء الاجتماع امس
اتفـق وزراء خارجيـة الـدول الأعضـاء فـي لجنـة المتابعـة العربيـة علـى أن المباحـثات غيـر المباشـرة مـع الجانـب الإسرائيلـي والمقترحـة مـن جانـب الولايـات المتحـدة الأمريكيـة «لا يمـكن أن تتـم فـي فـراغ تملـؤه الإجـراءات الإسرائيليـة غـير المشروعة في الأراضي الفلسطينـية ، خاصـة فـي ضـوء استمرار الإجراءات في القدس والخليـل وبيـت لحـم وإزاء قطـاع غـزة ممـا يـؤكد احتمـالات فشـل هـذه المباحثـات علـى خلفيـة استمـرار الإجراءات الإسرائيلية». وأكد مشروع بيان صادر عن اللجنة عدم إمكانية قبول الموقف الفلسطيني من إعطاء الفرصة للمفاوضات غير المباشرة ، «ولكن وفق آليات ألا تكون هذه المباحثات مفتوحة النهاية ووضع حد زمني لها بحلول أربعة أشهر وألا تنتقل المباحثات عن قرب إلى مفاوضات مباشرة انتقالا تلقائيا». وأكد مشروع البيان أن الاجتماع شهد على الالتزام بالموقف العربي من قيام الدولة الفلسطينية وحدودها المؤسسة على خطوط1967 وعاصمتها القدس الشرقية كما كان هناك تأكيد على أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة «تتم فقط في حالة الوقف الكامل للاستيطان في مجمل الأراضي الفلسطينية». وأوضح أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة اتفقوا على أن تعقد اللجنة اجتماعا في يوليو المقبل لدراسة الموقف والاتفاق على الخطوات اللازمة في ضوء بداية المباحثات هذا الشهر. وأضاف المشروع :إن الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشرقية وبيت لحم والخليل وقطاع غزة «أخذت حيزا من المناقشات» وأن الوزراء أشاروا إلى «نوايا إسرائيل المبيتة لنفس أي جهد تفاوضي وتعويق الوصول إلى تسوية عادلة والإمعان في تغيير التركيبة السكنية والشكل الجغرافي للأراضي، مما يجعل من الصعب قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة من خلال فرض الأمر الواقع على الأرض» ، والتي كان آخرها الإعلان عن عدم نية إسرائيل الانسحاب من منطقة غور الأردن وبناء 600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية وكذلك قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بالعمل على تسجيل الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم على قائمة المواقع التراثية الإسرائيلية. كما اتفق وزراء الخارجية على طرح الإجراءات الإسرائيلية في القدس والأرض المحتلة أمام محكمة العدل الدولية وعلى مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة وأطراف اتفاقية جنيف والطلب الى وزراء الخارجية
والسفراء العرب في العواصم التي تعمل بها هذه المنظمات التنسيق الفوري مع الجامعة العربية لتحقيق هذا الهدف.
وذكر مشروع البيان أنه تم أيضا تكليف المجموعة العربية في اليونسكو بطرح موضوع ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال ابن رباح إلى قائمة المواقع الأثرية الإسرائيلية على اليونسكو ، وأشار إلى أن اللجنة طالبت أيضا برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وبشكل فوري.
وأكد الوزراء في مشروع بيانهم أنه في حال فشل المباحثات غير المباشرة واستمرار الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تقوم الدول العربية بالدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لإعادة عرض النزاع العربي الإسرائيلي بمختلف أبعاده وتطلب من الولايات المتحدة في هذا الصدد أن تمتنع عن استخدام الفيتو باعتبار أن فشل المباحثات وتدهور الوضع في الأراضي المحتلة يبرر ذلك. وكان وزراء خارجية دول لجنة المتابعة العربية استأنفوا اجتماعاتهم امس للتوافق على البيان الختامي الذي سيعبر عن مناقشاتهم التي استمرت ثلاث ساعات مساء الثلاثاء بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبرئاسة الشيخ حمد بن جاسم آل خليفة ،رئيس وزراء قطر. من جانبه اعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان وزراء الخارجية اعضاء لجنة المتابعة العربية اتفقوا امس على «اعطاء فرصة» لمفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل لمدة اربعة اشهر.
وقال عريقات ان لجنة المتابعة التي اجتمعت في القاهرة «قررت اعطاء فرصة لمفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل مدتها اربعة اشهر بالرغم من عدم قناعتها بجدية الطرف الاسرائيلي في عملية السلام».
واوضع عريقات ان هذا القرار يهدف الى «اعطاء فرصة للجهود الاميركية الرامية لاحياء عملية السلام». واضاف انه «اذا لم تنجح هذه المفاوضات سيتم القيام بسلسلة اجراءات منها التوجه الى مجلس الأمن».
واكد ان «القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارا بهذا الشأن خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يعقد السبت» المقبل في رام الله. ورحبت اسرائيل بدعم الجامعة العربية لاقتراح تسانده الولايات المتحدة باجراء محادثات سلام غير مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد قرار وزراء خارجية الدول العربية المجتمعين في القاهرة بدعم استئناف المحادثات غير المباشرة «نرحب بهذا القرار.. و رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدعو لاستئناف المحادثات منذ بعض الوقت ونأمل الان أن تمضي المحادثات قدما.