[b]إنه لشيء جميل وعظيم أن تكون أخلاقنا شبيهة بأخلاق خير البشر محمد (صلى الله عليه وسلم)
لذلك أحببت أن أشارك بهذا الموضوع
حيث جاءتني الفكرة من سماعي لمحاضرات عن السيرة النبوية للشيخ محمد حسين يعقوب (حفظه الله)
وكان يستهل المحاضرة بخلق من أخلاق الرسول كي يطبقوها
لذلك سوف أضع في كل أسبوع خلقا من أخلاقه كي نطبقها في حياتنا اليومية
فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال : (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) [التمهيد 24\333]
وأدعو الله أن يوفقني وإياكم في تطبيقها
من أجمل ما تميّز به الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) أخلاقه الرفيعة الراقية مع القريب والبعيد , مع العدوّ والصديق وهذا ما يشهد له به كل منصف .
فقد كان رجلا حسن المقابلة لا تغادر الابتسامة محيّاه , طيب الكلام ، يقابل الإساءة بالإحسان، ويترفع عن سفاسف الأمور.
علّم أتباعه أنّ خير الناس أحسنهم أخلاقا فهو القائل : (إنّ من خياركم أحسنكم أخلاقا ) (رواه البخاري)
بل علّم أتباعه أنّ أقربهم منه منزلة في الجنة أحسنهم أخلاقا .
فقال : ( إنّ من أحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا...) (رواه الترمذي)
ولم يكن حسن خلق الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) حكرا على أتباعه فحسب , بل إنّه شمل أعداءه أيضا ، فعندما طُلب منه الدعاء على المشركين قال:
(إنّي لم أُبعث لعّانا ، وإنّما بعثت رحمة) (رواه مسلم)
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
وخير ما نبدأ به هي صفة العفو عمن آذاه
قال الله سبحانه وتعالى [q]إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا [/q](149) سورة النساء
و قال الله سبحانه وتعالى [q]وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [/q](34) سورة فصلت
* عن أنس بن مالك قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء " متفق عليه
* عن عروة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته
أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئا . (متفق عليه)
* عن أبي عبد الله الجدلي عن عائشة أنها قالت : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح " (رواه الترمذي وأحمد)
* عن عبد الله بن مسعود : كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) (متفق عليه)
وكما يقول الشيخ محمد حسين يعقوب مع الأسف نحن نعلم أبناءنا على الخطأ عندما نقول لهم أضرب الذي يضبرك , لذلك علينا تعليم نفسنا وأطفالنا على الصفح ومسامحة الأخرين إقتداءً برسولنا الكريم ويجب أن تكون النية خالصة لله تعالى .
أختاه خاطبي ربكِ قبل أن تنامي يارب إني سامحت كل من آذاني فسامحه يارب
وإني سامحت كل من أخذ غيبتي فسامحه يارب وسامحني يارب
وصدقت أمنا عائشة إذ قالت "كان خلقه القرآن" وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين